عالم من الأغبياء
!؟!
بما أن أصبح هذا العالم ، يحتاج أن يكون به رقم كبير من الأغبياء؟ بل أصبح بالفعل (عالم يحتاج للأغبياء)؟
ومن مفهوم الغباء ، يأخذنا هذا الأمر لتوضيح معنى آخر أو دلالة على أن: هل الأغبياء هم أنفسهم أصحاب عديمي الفهم؟ أم من هم ، وما هي حقيقتهم ، إذا أردنا أن نعرفهم ، أو نتعرف عليهم؟
وانطلاقا من البيت الصغير ، والذي يحتوي على الزوج والزوجة والأولاد؟ نجد هناك من ينعت الآخر (أنت غبي) أو (أنت لا تفهم)؟
وإذا ابتعدنا قليلاً عن البيت الصغير واتجهنا للشارع ، لوجدنا أيضا الكثير من ينادي على هذا وهذه (أنت غبي أو غبيه) أو (لماذا أنتم لا تفهمون) ولماذا!!
وبالطبع الشارع يمثل المجتمع الصغير؟ وإذا ابتعدنا ودخلنا إحدى المدارس؟ لوجدنا العجب ، من معلم فاضل أو معلمة فاضلة ، تنعت أحد الطلاب أو الطالبات (أنت غبية وأنت غبي) وبالطبع هناك من ينادي على الطلاب بطريقة أخرى (أنتم لا تفهمون) ولماذا!!
ومن مجتمع المدرسة ، نتجه للمجتمع الأهم والأكبر ، وهو مجتمع المؤسسات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والتعليمية عالية المستوى (الجامعات والدراسات العليا) ، والمراكز الثقافية والعلمية والفكرية والدينية؟
وللأسف سوف نجد أن كل مؤسسة ومنظمة منفصلة عن الأخرى بطريقة غريبة وعجيبة ، وبالتالي كل مؤسسة أو منظمة محددة أو غير محددة ، معروفة أو غير معروفة ، تتهم الأخرى هي وأفرادها ومن معهم ، أو الكثير منهم (بالغباء) وبالطيع ما زال هناك من يستخدم المرادف الآخر وهو (أنتم لا تفهمون) ولماذا!!
ومن مجتمع المؤسسات ، نريد أن نتوجه بحسرة كما هي وكانت بالضبط ، من العهد الماضي إلى العهد الحاضر وتحديداً للسلطة العليا ، ومن المؤكد الكل يعرف من هي أكبر سلطة بالبلد الواحد ، ناهيكم عن أكبر سلطة بكل البلاد القريبة والبعيدة أو الغربية والغريبة؟
الشاهد من هذه السلطة العليا بمفهومها الصغير المحدود بالبلد الواحد ، أو السلطة فوق العليا بمفهومها الواسع والأشمل ، وغير المحدودة أو المعنية بخصوصية البلد دينيا واجتماعيا وثقافيا ولغويا؟
حتى نجد ومن دون فهم واستغراب ، الكثير من الدراسات والكتب الكبيرة الشاملة على أرقام وأسماء وصور وتعريفات وتقسيمات جديدة؟ وأيضاً اجتماعات والتوصيات المتتالية للعلماء والمفكرين ، ناهيكم عن المؤتمرات واللقاءات الشهرية والسنوية.
وكل هذا سببه أمر واحد فقط: هو(الغباء) المنتشر بين البلاد وشعوبها ، وبكل تأكيد (لماذا أنتم أيها الشعوب لا تفهمون)!!
،‘،
الخلاصة من هذا المقال أو (الغباء) بالمعنى المعروف ، وبالمعنى الآخر والمرادف له (عديمي الفهم)!!
أن هذا العالم الصغير ، والصغير جدا ، يحتاج أن يكون به (الأغبياء) وعالم من الغباء وعديمي الفهم ، حتى تكون هناك دائماً سلطة عليا تتحكم بنا وبكل شيء ، ومن دون أن نسأل: ماذا ولماذا!!
ومن سخرية الأمور والمضحكة طبعاً ، أن هذا الأمر يتم علانية .(بدون مقابل)؟ سوى إننا مجتمعات جماعية كانت واندثرت ، ومنفردة أصبحت وتحصصة بالخصخصة ، صغيرة أم كبيرة بداخل بلد معين أو موجودة بكل البلاد؟
باختصار نحن شعوب نتصف (بالغباء) وعدم الفهم ، وبالتالي نحن لا نريد أن نفهم شيء عن أي شيء في أي شيء
ولأي شيء؟
ويبقى السؤال الأخير والمهم: في أي عالم نحن نعيش؟
ولماذا نكون بعالم من الأغبياء