(مقال ساخر)
؛
من عنوان هذا المقال
؟
وهل هو مجرد سؤال استفهام ، أم علامة تعجب ليس إلا
!
وحتى لا يسأل أحدكم أكثر عن فحوى هذا السؤال
ومن هو الحمار؟
سوف أطرح بعض الأسئلة:
لماذا كل واحد فينا ، أو كلنا مجتمعين ومتفرقين ، وبالنهاية مشتركين بمهاجمة الحمار ،
وضربه بالعصا والحجر والأحذية ،
وأحيانا نبصق عليه من دون أدنى سبب
؟
والبعض منا ، إذا لم يكن الجميع بلا استثناء ،
يوجهون لهذا الحمار أبشع الألفاظ والشتائم
ألا يكفي أو تكفيه كلمة يا حمار
؟
لماذا إذا أردنا أن ننعت إنسان أو مجموعة من البشر ،
أو شعب بأكمله ، ونصور حالهم الغبي والجاهل
والمتخلف وغير المتعلم ، نذهب ونبحث في مفردات
لغتنا العربية الجميلة جداً عن كلمة تناسب هذا الوضع ،
وفي النهاية لا نجد غير كلمة واحدة مناسبة وهي
يا حمار
؟
لماذا أصبحت هذه الكلمة متوارثة ، أو موروث
رسمي ، بين كل الأفراد ، والشعوب
ويتناقلها الأجيال ، جيل بعد جيل
ويتضح ذلك من خلال أصغر مثال وهو:
مشكلة صغيرة ما بين طفلين ، أو شباب مثقف
وغير متعلم ، وعجوز مع عجوز آخر ،
ناهيكم عن معارك النساء ، والحروب التي قامت
بين شعوب صديقة وقريبة ، ودولة مجاورة بالجدار
والمسمار واللغة لدولة أخرى
والكل ينعت ويصف الطرف الآخر ويناديه
يا حمار
والصدى يجاوب: أنت حمار
؟
لماذا اخترنا هذا الحيوان الضعيف ،
من دون كل الفصائل الحيوانية والنباتية والبحرية ،
حتى نعلق عليه كل تصرفاتنا ، ومشاكلنا ،
وهمومنا ، وحالنا ، حتى بات هذا الحيوان ،
هو الرمز الأول والأخير في الترفيه عن
أفراحنا وأعراسنا ، والإفراج عن غضبنا ،
بل ما زال هو المنفذ الأول المريح ، في إخراج
كبت مشاعرنا الحزينة واليائسة والمعدومة أصلاً
؟
لماذا ما زال الحمار ، هو الذي يحمل كل متاعنا ،
وأشيائنا بدون كلل وملل ، ولم نسمع منه كلمة
رفض واعتراض واعتذار ، إلا إذا اعتبرنا
نهيق الحمار ، صوت معارض ، أو صوت أحد
المعارضين ، لكن بدون ذكر الأسباب
؟
ويبقى السؤال حاضراً للجميع
لماذا الحمار