ساروي لكم قصة هي من أعجب العجابِ
ريم أصابت يوما بسهمها غدرا أسد الغابِ
فأخترق السهم قلبه كما يخرق السماء شهابِ
فراح يئن من جرحه يقضي الليل بأنتحابِ
يكابد جرح الهوى وليس الهوى عليه بمعابِ
لالذنب أرتكبه سوى أنه فتح للعشق البابِ
فما كان منها إلا أن أنزلت به هذا العقابِ
فتركته وحيدا للوحوش ولينهش منه الغرابِ
فشمت الضباع رائحة دم فسال منها اللعابِ
راحت تحوم حول فريستها تروم الأقترابِ
تقرب منها بحذر تحاول غرس بها الأنيابِ
عندما رأت دمعة بعينه سقطت على الترابِ
فراحت تدعب أطياف هواه تلفه بالضبابِ
لعلمها أنه أسد في الغاب وجانبه حماه مهابِ
فأطلق زئيره هب واقفا فأنخفضت الهضابِ
وهاجت الأرض والغاب أصابها إضطرابِ
نادى ريمه فأتته تركب غمامةعلى السحابِ
فبلسمت جراحه تلعقها بعذب شهد الرضابِ
وغفت على صدره هانئة البال سافرة الحجابِ
وعاشا سوية عمرهما كأجمل مايكون الأحبابِ